تقدّم حوارية طمي مع العربية لحماية الطبيعة فهمها وتشخيصها لواقع القطاع الزراعي في أوطاننا وتحديداً في فلسطين، مسلِّطةً الضوء على سياسات وممارسات الكيان المغتصب الاستيطاني الإحلالي في تهميش القطاع الزراعي من خلال تشويه المحتل للقوانين الموروثة من الحقبة العثمانية، وسرقة للمياه والأراضي، واستخدام التجويع كسلاح والإبادة العرقية، والاعتقال والقتل والتشريد، وتجريف الأراضي الزراعية وحرقها، وحرب الحصاد الممارس ضد المزارع الفلسطيني.
تطرّقت الحوارية بين كامل النابلسي ومريم جعجع، مديرة الجمعية العربية لحماية الطبيعة، إلى خطاب المنظمات الدولية، ومفهومه للأمن الغذائي، واعتماده على الأكاديمية والأبحاث الغربية التي تساهم في تشويه الفهم الواقع وتحليل الأسباب الجذرية ونتائجها، وفرض شروط التمويل المجحفة بحق المجتمعات الزراعية، والاعتماد على المحاصيل التصديرية منخفضة القيمة، والأنظمة الريعية، وترسيخ هيمنة المجتمع المدني الغربي، وخلق مجتمع مدني ومنظمات غير حكومية محلية مسلوبة الإرادة، ومعتمدة في عملها على التمويل المشروط، وفرض الأجندة بالأولويات والحلول التي تراعي مصالح الدول الغربية.
وتناولت الحوارية مفهوم الدولة الوظيفية، والعمل الحكومي الخائف، والخوف من التضحية، وعدم الشجاعة في قول الحق، وتفضيل الآني على حساب الاستراتيجي، والخوف من البديل، وضعف والتشكك من المجتمع المدني الوطني.
كما حددت الجعجع البوصلة ومقولتها أن الأرض لله وللجميع، ووجهتها في الاستقلال والحرية عبر تبنّي الخطاب الزراعي المقاوم، وأجندتها العضوية المعبرة عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية الحقيقية التي تمسّ القطاع الزراعي، ومقولاتها الأساسية: المقاومة الخضراء، والصمود المُقاوم، والسيادة على الغذاء، وأهمية تكوين انظمة غذائية المستقلة، وإنتاج محاصيل عالية القيمة.
وبيّنت أن حركة المقاومة الخضراء تعتمد على صلابة الموقف التفاوضي في كل المنابر، المبني على الدراسات والأبحاث المنتَجة محلياً وإقليمياً، وتسمية الواقع بمسمياته، وأهمية العمل القاعدي ورفع الوعي بأهمية العمل طويل الامد والجيلي، من خلال العمل مع المدراس والجامعات والشركات والأطر الشعبية في زيادة الوعي وتكوين شبكة الشركاء من المزارعين، والجمعيات المحلية، والاعتماد على تجارب وتقنيات الشركات الخاصة، ومأسسة الجهود التطوعية وتنظيم العمل التطوعي والتطوع التخصصي، وزيادة التأثير على صناع القرار ومشاركة وانفتاح العمل الحكومي مع عمل المجتمعي المدني والاستناد إليه، وخلق شراكات إقليمية لتكامل زراعي إقليمي، والتفاوض والضغط في المنابر الإقليمية لتبنّي أجندة شعوب الجنوب.
ووضحت الجعجع أيضاً أهمية تطوير النموذج المالي المستقل والمستقرّ والحرّ، ودور حلقة الأصدقاء والأفراد والشركات في تمويل حركة المقاومة الخضراء.
كما قدمت الحلقة الحوارية برامج عمل الجمعية العربية لحماية الطبيعة في الأردن وفلسطين مثل برنامج زراعة المليون شجرة في فلسطين، والقافلة الخضراء في الأردن، وبرنامج السيادة على الغذاء، وبرنامج “لو تعرف” وغيرها من برامج العمل الهادفة لتغيير الواقع المفروض ومقاومته، والتي ساهمت منذ 20 عاماً في تحقيق في إنجازات حقيقية بزراعة أكثر من 140 ألف دونم، وأكثر من 3 ملايين شجرة، وتثبيت آلاف الأسر الزراعية في أراضيها.